الالْتِصَاقُ بِالخَيرِ
عِنْدَمَا نُوْقِفُ سَيَّارَتَنا بِالقُرْبِ مِنْ حَقْلٍ مَفْتوحٍ وَنَسيرُ عَبرَهُ للوصولِ إِلى بَيتِنا عَادَةً مَا يَلْتَصِقُ بِعْضُ الُّلزَيقِ (بُذورُ نَباتٍ مُغَطَّاةٍ بِأَشواكٍ مَعْقُوفَةٍ تَلْتَصِقُ بِالفَروِ وَالثِّيابِ) عَلى مَلابِسِنَا، خَاصَّةً فِي فَصْلِ الخَريفِ. تَعْلَقُ تِلْكَ البُذُورِ المُتَطَفِّلَةِ بِالمَلابِسِ أَو الأَحْذِيَةِ أَو بِأَيِّ شَيءٍ يَمُرُّ بِالقُربِ مِنها لِتَذْهَبَ إِلى وجْهَتِها التَّالِيَةِ. إِنَّها طَرِيقَةٌ طَبِيعِيَّةٌ لِنَشْرِها فِي حَقْلِيَ الخَاصِّ وَفِي كُلِّ أَنْحَاءِ العَالَمِ.
عِنْدَمَا…
الرَّكْضُ إِلى مَلْجَأِنَا
مُبَارَاةِ كُرَةِ السَّلَّةِ للصَّفِ السَّادِسِ كَانَتْ عَلى قَدَمٍ وَسَاقٍ، وَالآبَاءُ وَالأَجْدَادُ يَهْتِفونَ وَيُشَجِّعونَ لَاعِبيهم، بَينَما الإِخْوَةُ وَالأَخَواتُ الأَصْغَرُ لِأَفْرَادِ الفَريقِ كَانُوا يَلْعَبونَ وَيُمَتِّعونَ أَنْفُسَهم فِي رُدْهَةِ المَدْرَسَةِ. فَجْأَةً انْطَلَقَتْ الصَّافِرَاتُ وَوَمَضَتْ الأنْوارُ فِي صَالَةِ الأَلْعَابِ الرِّيَاضِيَّةِ. كَانَ إِنْذَارُ الحَريقِ قَدْ انْطَلَقَ. وَسُرْعَانَ مَا عَادَ الأَشِقَّاءُ الصِّغَارُ إِلى صَالَةِ الأَلْعَابِ الرِّيَاضِيَّةِ مَذْعورينَ يَبْحَثونَ عَنْ وَالدِيهم.
لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ حَرِيقٌ، فَقَدْ انْطَلَقَ…
خَفِّفْ الحِمْلَ
عِنْدَما وَاجَهَتْ النِّساءُ فِي دَرْسِنا الجَّديدِ للكِتَابِ المُقَدَّسِ سِلْسِلَةً مِنَ المَآسي، وَجَدْنَا أَنْفُسَنا فَجْأَةً نُشَارِكُ بِتَجَارُبٍ شَخْصِيَّةٍ عَمِيقَةٍ. مُوَاجَهَةُ فُقْدَانِ الأَبِ، أَلَمُ عِيدِ ذِكْرَى الزَّواجِ بَعْدَ الطَّلاقِ، ولَادَةُ طِفْلٍ أَصَمٍّ تَمَامًا، تَجْرِبَةُ الإِسْرَاعِ بِطِفْلٍ إِلى غُرْفَةِ الطَّوارِئِ، كَانَ كُلُّ ذَلِكَ أَكْثَرَ مِمَّا يُمْكِنُ للمَرْءِ أَنْ يَحْمِلَهُ بِمُفْرَدِهِ. أَدَّى ضَعْفُ كُلِّ امْرَأَةٍ فِينا إِلى المَزيدِ مِنَ الشَّفَافِيَّةِ. بَكَينا وَصَلَّينا مَعًا وَمَا…
تَشْجِيعُ الوَجَبَاتِ السَّريعَةِ
حَمَلَتْ مَارِيَّا وَجْبَةَ غِذَائِها السَّرِيعَةِ إِلى طَاوِلَةٍ شَاغِرَةٍ. وَعِنْدَمَا بَدَأَتْ بِتَنَاوُلِ طَعَامِها تَعَلَّقَتْ عَيناها بِشَابٍّ يَجْلِسُ عَلى بُعْدِ عِدَّةِ طَاوِلاتٍ مَلابِسُهُ مُتَّسِخَةٌ وَشَعْرُهُ يَتَدَلَّى بِنُعُوَمَةٍ وَيُمْسِكُ بِكُوبٍ وَرَقِيٍّ فَارِغٍ. مِنَ الوَاضِحِ أَنَّهَ كَانَ جَائِعًا. كَيفَ يُمْكِنُها مُسَاعَدَتُه؟ بَدَا إِعْطَاؤه عَطِيَّةٍ نَقْدِيَّةٍ أَمْرًا غَيرَ حَكِيمٍ. هَلْ سَيَشْعُرُ بِالإِحْرَاجِ إِذَا اشْتَرَتْ وَجْبَةً وَقَدَّمَتْها لَهُ؟
عِنْدَها تَذَكَّرَتْ مَارِيَّا قِصَّةَ رَاعوثٍ الأَرْمَلَةِ الفَقِيرَةِ المُهَاجَرَةِ…
سَعْيُ اللهِ الأَكِيدِ إِلَينا
مِنْذُ بِضْعِ سَنَواتٍ كَانَ رَجُلٌ يَسيرُ أَمَامِي وَيَبْعُدُ عَنِّي بِنَحْوِ مَبنى سَكَنِيٍّ. كُنْتُ أَرَى بِوضوحٍ أَنَّ ذِرَاعَيِهِ مَلِيئَةٌ بِالأَغْراضِ. وَفَجْأَةً تَعَثَّرَ وَسَقَطَ كُلُّ شَيءٍ مِنْ يَدَيهِ. سَاعَدَهُ شَخْصان عَلى الوقوفِ ثَانِيَةً وَسَاعَدَاهُ فِي جَمْعِ أَغْرَاضِهِ الَّتي سَقَطَتْ، لَكِنَّهما أَغْفَلا عَنْ حَافِظَةِ نُقُودِهِ. فَالْتَقَطتُّها وَسَعَيتُ وَرَاءَهُ بِسُرْعَةٍ وَأَنا آمَلُ فِي إِعَادَةِ هَذا الشَّيءِ الهَامِّ إِلَيهِ. صَرَخَتْ قَائِلًا: "يَا سَيِّد يَا سَيِّد!"…
تَوَقُّعاتٌ عَظِيمَةٌ
فِي يَومٍ حَافِلٍ قَبْلَ عِيدِ المِيلادِ، دَخَلَتْ امْرَأَةٌ مُسِنَّةٌ إِلى مَكْتَبِ البَريدِ المُزْدَحِمِ فِي حَيِّنِا. حَيَّاهَا كَاتِبُ البَريدِ وَهُوَ يَرَاها تَقْتَرِبُ مِنْهُ بِبُطءٍ وَقَالَ لَها: "مَرْحَبًا أَيَّتُها السَّيِّدَةُ الشَّابَّةُ!" كَانَتْ كَلِمَاتُه وَدُودَةً لَكِنْ قَدْ يَقولُ البَعْضُ إِنَّ تَعبيرَ (الأَكْثَرِ شَبَابًا) قَدْ يَكونُ أَفْضَلَ مِنْ تَعْبيرِ (الشَّابَةِ).
يُلْهِمُنا الكِتَابُ المُقَدَّسُ بِرُؤيَةِ أَنَّهُ مِنَ المُمْكِنِ للتَّقَدُّمِ فِي العُمْرِ أَنْ يُحَفِّزَ رَجَاءَنَا. عِنْدَما…
اعْتِمَادٌ يَومِيٌّ
فِي صَبَاحِ أَحَّدِ الأَيَّامِ قَرَّرَ أَطْفَالُنا الصِّغَارُ الاسْتِيقَاظَ مُبَكِّرًا وَإِعْدَادَ طَعَامِ الإِفْطَارِ لِأَنْفُسِهم. كُنْتُ أَنا وَزَوجَتي نُحَاوِلُ النَّومَ حَتَّى السَّاعَةِ السَّابِعَةِ صَبَاحًا لِأَنَّنا كُنَّا مُتْعَبَين مِنْ أُسْبوعٍ شَاقٍّ. فِي صَباحِ ذَلِكَ السَّبْتِ سَمِعْتُ فَجْأَةً صَوتَ تَحَطُّمٍ عَالٍ! قَفَزْتُ مِنَ الفِرَاشِ وَهَرَعْتُ إِلى الطَّابِقِ السُّفْلِيِّ لِأَجِدَ وِعَاءً مُحَطَّمًا وَدَقيقَ الشُّوفَانِ يَكْسو الأَرْضَ، وَجُونَاس ابْنُنا الَّذي يَبْلُغُ مِن العُمْرِ خَمْسَ سَنَواتٍ يُحَاوِلُ…
عَمَلُ مَحَبَّةٍ
كَانَتْ الطَّبِيبَةُ رِيبيكا كَرَمبلر أَوَّلَ امْرَأَةٍ أَمْيركِيَّةٍ مِنْ أَصْلٍ أَفْرِيقِيٍّ تَحُوزُ عَلى إِجَازَةٍ فِي الطِّبِّ. وَمَعَ ذَلَكَ، تَتَذَكَّرُ أَنَّهُ تَمَّ تَجَاهُلُها وَالاسْتِخْفَافُ بِها وَاعْتِبَارُها لَيْسَتْ ذَاتَ أَهَمِّيَةٍ خِلالَ حَياتِها (1831- 95)، لَكِنَّها اسْتَمَرَّتْ مُكَرَّسَةً لِعِلاجِ المَرْضَى وَاتِمَامِ مُهَمِّتِها وَهَدَفِها. أَكَّدَتْ كَرَمبلر عَلى الرَّغْمِ مِنْ أَنْ بَعْضَ النَّاسِ قَدْ يَخْتَارونَ الحُكْمَ عَليها بِنَاءً عَلى عِرْقِها وَجِنْسِها إِلَّا أَنَّهُ كَانَ لَديها اسْتِعْدادٌ…
نُورُ عِيدِ المِيلادِ
بِحَسَبِ عَيِنَايَ بَدَتْ شَجَرَةُ عِيدِ المِيلادِ مُشْتَعِلَة بِالنَّارِ! لَيْسَ بِسَبَبِ سَلاسِلِ الأَنْوارِ الاصْطِنَاعِيَّةِ لَكِنْ بِسَبَبِ نَارٍ حَقِيقِيَّةٍ. دُعِيتْ أُسْرَتِي للاحْتِفَالِ حَسَبَ تَقَالِيدِ أَحَّدِ الأَصْدِقَاءِ بِالطَّريقَةِ الأَلْمَانِيَّةِ القَديمَةِ الَّتي تَتَضَمَّنُ تَقْدِيمَ حَلْوى تَقْلِيدِيَّةٍ لَذِيذَةٍ وَشَجَرَةٍ مَقْطُوعَةٍ حَدِيثًا مُضَاءَةٍ بِالشُّموعِ (تُضَاءُ الشَّجَرَةُ لِلَيلَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَط مِنْ أَجْلِ السَّلامَةِ).
بَينَما كُنْتُ أُشَاهِدُ الشَّجَرَةَ الَّتي تَبدو وَكَأَنَّها تَحْتَرِقُ، فَكَّرتُ فِي مُقَابَلَةِ مُوسى مَعَ اللهِ…
مَنْ أنتَ
عَامَ 2011، بَعْدَ عَقْدٍ مِنْ عَدَمِ الإِنْجَابِ، اخْتَرْتُ أَنا وَزَوْجَتي البَدْءَ مِنْ جَديدٍ فِي بَلَدٍ جَديدٍ. عَلى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ تِلْكَ الخُطوَةَ كَانَتْ مُثيرَةً إِلَّا أَنَّها تَطَلَّبَتْ مِنِّي تَرْكَ مِهْنَتي الإِذَاعِيَّةِ الَّتي افْتَقَدَها. طَلَبَتُ نَصِيحَةً مِن صَديقي لِيام. قُلْتُ لَه وَأَنا أَشْعُرُ بِالحُزْنِ: "لَمْ أَعدْ أَعْرِفُ دَعوتي بَعْد".
فَسَأَلَني: "هَل تَعْمَلُ بِالإِذَاعَةِ هُنا؟" قُلْتُ لَا.
فَسَأَلَ: "كَيفَ حَالُ عَلاقَتِكَ الزَّوجِيَّةِ؟"…